الأربعاء، 1 فبراير 2012

بعد نواب المخدرات و القمار والنقوط.. الآن "نواب الشو"


سمعنا عن نواب المخدرات ونواب القمار ونواب النقوط في العهد البائد وهانحن نري الآن نواب الشو الإعلامي ببرلمان الثورة.


فما كادت الجلسة الأولي تنعقد لانتخاب الرئيس إلا وقام النائب المحترم والذي بلغت شهرته طباق الأرض وهو يجوب القنوات الفضائية ندوات ومقابلات ومداخلات قام سيادته صارخا يريد التعريف بنفسه من أول وجديد للسادة النواب وكأنه همل من الناس دخل البرلمان علي حين غرة ولما قال له الرئيس المؤقت هذا مخالف للائحة وقف صارخا زاعقا .. لا للإقصاء.. لا للإبعاد وهو يواجه الكاميرا وكأنه المهاتما غاندي تجره جيوش الإمبراطورية البريطانية لمعتقلاتها المظلمة.


ورأي النواب أن الموضوع أوهي من تلك البطولة الزائفة والاضطهاد المفتعل فقالوا خلاص يا عم، قم وعرف بنفسك وكل مرشح يعرف نفسه في إيجاز فبدأ ببيت شعر عن الفؤاد وانه رسول الجنان .. شكرا سعادة النائب المحترم نورت الأعضاء.


أما النائب الذي أشفق عليه وهو يلهث من فضائية لأختها ومن مداخلة لصاحبتها فحكايته حكاية.


بدأ نشاطه بعد تخرجه في كلية التجارة محفظا للأطفال بأحد المساجد الكبرى بالسادس من أكتوبر ولكن تم الاستغناء عنه بعد حديث عن علاقة مريبة بأمن الدولة مما جعله يرتمي في أحضان بعض رجال الأعمال والذين غيروا مسار حياته بين عشية وضحاها.


فهذا الفتي الذي تخرج في الكلية عام 1995م تمكن في غضون عامين فقط من افتتاح شركة للاستشارات المالية  وأن يشرف علي عدة هيئات للتدريب والتمويل استطاعت أن تقدم خدمات لأكثر من خمسة الآلف أسرة ..وعدة أنشطة لا يقوم بها إلا أولي النفوذ من المؤسسات الميسورة والتي تشبه لحد كبير الأنشطة التبشيرية في مجتمعات الفقراء ، ثم يصرخ في وجه جماعة بحجم الإخوان المسلمين وبمثل أعضائها من أين تأتون بأموالكم..؟ ومن يحاسبكم.؟


هذا النائب الذي ترك الجلسة الثانية للمجلس محتدمة وقد انتخبه الناس ليمثلهم تحت القبة وليس بمدينة الإنتاج الإعلامي، ترك ميدان معركته الحقيقي وهرول للفضائيات يخرج من هذه ليدخل لتلك وقد رصدت له ست فضائيات في ليلة واحدة ما بين لقاء ومناظرة ومداخلة وهو يحمل في جعبته خمس عبارات يطنطن بها ويرغي ويزبد بعرضها تقديما وتأخيرا وإفاضة وإيجازا.
الجملة الأولي وهي تشبه ما نسميه في عالم الطب (foodless food) وهو الطعام  الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، بلا سعرات حرارية نقدمه للمرضي الراغبين في برامج الحمية (إنقاص الوزن) هذه الجملة تقول لقد كانت انتخابات مجلس الشعب نزيهة ولكنها لم تكن عادلة (شكرا للمعلومات القيمة)
الجملة الثانية يقولها متقعرا ومؤكدا ..لا شك أن الجيش والإخوان قد تواطأ علي الثورة واتفقا علي الثوار..!! ويسأله المذيع وما الدليل وقد كنتم تتحدثون من أشهر قليلة عن  صدام متوقع بين الإخوان والعسكر خاصة وقد قاد الإخوان حملة الاعتراض علي وثيقة السلمي والتي تعطي سلطات أكثر للجيش كما أنهم الفصيل الوحيد الذي رفض المشاركة في المجلس الاستشاري والذي كونه الجيش للمساعدة..؟ فيقول مؤكدا بطريقته التلفزيونية لا لا التواطؤ معروف وقد كتب وذكر كثيرا .. شكرا يا سيدي .. وصفت الماء بعد الجهد بالماء.


الجملة الثالثة ..يقول فيها ، للأسف لقد سرق الإخوان المسلمون الثورة وركبوها .. طيب يا سعادة النائب لو فرضنا صحة قولك وهو من المغالطات وبعيدا عن ثلاثين مليون ناخب .. لماذا تعيب علي من ركب الثورة ثم لا تنحي باللائمة علي من لم يستطع الركوب .؟ مع العلم أن الثورة ليست محفظة في جيب سعادتك لتسرق ولا هي فيل مهراجا هندي لتركب.. الثورة لأصحابها الذين صنعوها علي مدي السنوات ثم أيدوها وحموها بعد أن تحرك لها الناس.


الجملة الرابعة شرعية البرلمان فرع ولكن شرعية الميدان هي الأصل ..آه يا نخبة الندامة من أي معين آسن تستقون هذه التخاريج .؟ وأي شيطان زنيم يوحي إليكم بهذه الفتنة والتي تشبه قطع الليل المظلم.؟ بعضها فوق بعض و كيف يوحي بعضكم لبعض زخرف القول غرورا؟.. أوكلما نجحت الثورة في بناء مؤسسة أعملتم فيها هدما ونقضا وتشكيكا.؟


الجملة الخامسة  من قاموسه الغث .. الإخوان المسلمون يريدون إعادة إنتاج الحزب الوطني ويستغلون أغلبيتهم في فرض رأيهم .. يا رجل بالله لو حزبكم الهزيل حظي بما حظي به حزب الحرية والعدالة أكنتم تمكنون الغير من مقعد واحد حتى ولو سكرتير للجنة متواضعة .؟ أم كنتم ستستأثرون  بكل المقاعد قائلين هذه هي الديمقراطية وعلينا الإذعان لقواعدها.؟


أما الإخوان فقد نزلوا طواعية وبرغبة صادقة لتحقيق التوافق ولكي يمثل الجميع ولكن بحسب وزنهم النسبي والذي حدده الشعب بنفسه والذي سيحاسبهم كذلك بقدر ثقته فيهم.


لقد حدثني أحد الإخوان وكان يعرف النائب عندما كان صغيرا يحفظ القرآن ويعلمه فقال والله أخشي أن يكون فلانا هذا مستدرجا فقلت له نسأل الله حسن الخاتمة فقال عندي ثلاث شواهد لذلك ليته يلتفت لها


الشاهد الأول فلينظر من حوله ..من  يؤيده ويؤازره ويشد علي يديه ومن يخالفه ويعارضه ويخاصمه ويقارن بين الفريقين.


الشاهد الثاني هذا التوتر والعصبية والحالة المستفزة والمستنفرة علي قسمات وجهه حين يناقش أو يخالف ويقارنها بصورته في لقاءات قديمة في هدوء السمت وخفض الصوت وارتخاء الأسارير.


الشاهد الثالث وهو ما يقدره حملة القرآن الكريم وحفظته فقد بدأت آيات الله تتفلت من صدره وأصبح يجد عنتا ومشقة في الاستشهاد بكتاب الله الذي كان يحفظه ويكفي رؤيتك مقطع علي اليوتيوب وهو يستشهد بالقرآن وقد أشكل عليه فيقول كل سيروا فانظروا كيف كان عاقبة السابقين.. أو قوله ولو شاء ربك لهدي الناس جميعا ( وصحتها لآمن من في الأرض كلهم جميعا) وطبعا القرآن لا يجوز تلاوته بالمعني لأنه متعبد بتلاوته.


وختم صاحبي كلامه قائلا والله اخشي ان يكون هذا المغتر بحلاوة اللسان ولجاجة البيان أن يكون ممن قال الله فيهم (وأتل عليهم نبا الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)175 الأعراف أو يتحقق فيه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي رواه أحمد في مسنده (أخوف ما أخاف علي أمتي منافق عليم اللسان يحدث الناس بالقرآن).


نسال الله العافية وحسن الخاتمة  حيث لا يغني عن النائب حزب ولا ينفعه برلمان ولا حصانة ولا يشفع له مقابلة تلفزيونية ولا مداخلة فضائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق