إلى قطاع من النشطين الإسلاميين والدعاة: بعد أن حولتم الاستفتاء فى جانب منه إلى استفتاء على مادة «الشريعة» التى لم تكن موجودة أصلا فى الاستفتاء كى تنتصروا لرأيكم دون مراعاة لصالح البلاد، الله يسامحكم.
إلى قطاع من قيادات الثوار، أعظم ما فعلتموه هو الأيام الثمانية عشر الأولى من الثورة، وبعدها نبل أهدافكم وأداؤكم الثورى واختياراتكم السياسية فى تدهور مستمر، الله يسامحكم.
إلى قطاع من قيادات المجلس الأعلى، بعد أن جعلتم من مسار التحول الديمقراطى عبثا فى عبث وكلفتونا فوق ما نطيق، الله يسامحكم.
إلى قطاع من الإعلاميين، بعد أن بحثتم عن مصالحكم وامتيازاتكم والإعلانات لبرامجكم على حساب صوت العقل والرشاد والمهنية، الله يسامحكم.
إلى قطاع من الكبار، بعد أن صبرتم طويلا على استبداد المستبدين، وعلى فساد المفسدين، وبحثتم لهم عن أعذار وها نحن الآن ندفع الثمن، الله يسامحكم.
إلى كل من يتولون مناصب أو مهام وهم يعلمون أنهم ليسوا مؤهلين لها، الله يسامحكم.
إلى كل من يشوهون الثوار ويتهمونهم بالخيانة والعمالة بلا دليل، الله يسامحكم.
إلى كل من يفرض فهمه للدين على الآخرين ظنا أنه بهذا يخدم الدين، الله يسامحكم.
إلى قطاع من «الثورجية» الذين يرون أن فرض الرأى عنوة يسمو على الديمقراطية، الله يسامحكم.
إلى كل من يصور شريكه فى الوطن على أنه يتبنى أجندة خارجية للقدح فيه والنيل منه دون تثبت، الله يسامحكم.
إلى كل من تسببوا فى استشهاد أو إصابة أى من إخواننا فى الوطن، الله يسامحكم.
إلى كل من يؤخرون أو يتهاونون فى محاسبة كل من أفسد حياتنا الفكرية والأخلاقية قبل السياسية والاقتصادية، الله يسامحكم.
إلى كل من يرون أخطاءهم ولا يتراجعون عنها فى أسرع وقت، الله يسامحكم.
إلى كل من يرون الأخطاء فى الآخرين ولا يحاسبون أنفسهم بنفس المعيار، الله يسامحكم.
إلى كل من ينطق كلامه بما يؤدى إلى تمزيق الوطن والنيل من وحدة أبنائه، الله يسامحكم.
إلى كل من يغلب مصلحته على حساب صالح الوطن، الله يسامحكم.
إلى كل من لا يحترم العلم والعقلانية والتخطيط لصالح العشوائية والارتجالية والعنترية، الله يسامحكم.
إلى كل من لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالتى هى أحسن، الله يسامحكم.
إلى نفسى، الله يسامحنى على كل تقصيرى وأخطائى، ولولا الخوف من التقصير أمام الله لكتم العلم، لصمت عن الكلام تماما وكم أتمنى هذا الصمت الآن. ولكن ربما يكون فى بعض الكلام بعض الخير.
ربنا يسامحنا على تقصيرنا فى حق وطننا. آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق